الثلاثاء، 2 أبريل 2013

مصنف ضمن:

ما هي عقيدة الأشاعرة وفيم يختلفون عن السنة ؟



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله في جهودكم
ما هي عقيدة الأشاعرة وفيم يختلفون عن السنة ؟؟ وهل الشيخ الشعراوي كان أشعري وإذا كان أشعري هل نستمع له حيث له أسلوب رائع لتوصيل المعلومة والتفسير وغيره


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا

الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة . وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب . ( كما في الموسوة الميسرة ) 

وأبو الحسن الأشعري رحمه الله رجع عما كان عليه وألّف المؤلّفات في عقيدة أهل السنة ، ومع ذلك لم يرجع أتباعه !

وأما الخطوط العريضة في عقيدة الأشاعرة : 

فأنهم يُثبِتون لله عزّ وَجَلّ سبع صِفات ، ويقولون بتأويل بقية الصفات . فيُثبِتون لله عزّ وَجَلّ (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام)

ثم هم مُضطربون في إثبات هذه الصفات ! فالكلام عندهم ليس هو ما يعقتده أهل السنة من أن الله تكلّم بالقرآن حقيقة ، بل عندهم أنه حديث نفسي . 

مصدر التلقي عند الأشاعرة : الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام ؛ ولذلك فإنهم يُقَدِّمون العقل على النقل عند التعارض . 

عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي . والمتواتر منها يجب تأويله ، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم . ( كذا في في الموسوة الميسرة ) 

وقد اضطربت عقائد الأشاعرة على اختلاف العصور ، وعلى اختلاف مراحلها وأطوارها !

وقد خالف الأشاعرة أهل السنة والجماعة في معنى التوحيد حيث يعتقد أهل السنة والجماعة أن التوحيد هو أول واجب على العبيد إفراد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته على نحو ما أثبته تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل . 

بينما أول واجب عند الأشاعرة إذا بلغ الإنسان سن التكليف هو النظر أو القصد إلى النظر ثم الإيمان ، ويُعبِّرون عنها أحيانا بالشكّ ! أي : أن يشكّ الإنسان أولاً ثم يعتقد !

الأشاعرة في الإيمان بين المرجئة التي تقول يكفي النطق بالشهادتين دون العمل لصحة الإيمان ، وبين الجهمية التي تقول يكفي التصديق القلبي . 

ولهم عقائد تُخالف عقيدة أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر ، وفي حُكم صاحب الكبيرة ، وفي رؤية الله تبارك وتعالى ... 

ومع ذلك هم أقرب الناس إلى أهل السنة ، ووقد نصَر كثير منهم السنة ، وردّوا على أهل البدع مثل المعتزلة ، وغيرهم . ولا يعني هذا تصحيح ما هم عليه ، بل هم من جُملة أهل البدع ، إلاّ أن البدع ليست في درجة واحدة ، وأهل السنة أهل إنصاف لا أهل إجحاف !

ولذا يُقرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الأشاعرة إذا كانوا في بلد ولا يوجد غيرهم فإنهم هم أهل السنة في ذلك البلد .

وذلك من ناحيتين :

الأولى : قربهم لأهل السنة في المعتقد .

الثانية : ذبّهم ومنافحتهم عن السنة .

ولذا فإن أهل السنة إذا ترجموا لعلماء الأشاعرة ذكروا ما لهم من حسنات ، وذبّهم عن السنة ومقارعتهم للرافضة والمعتزلة والجهمية وسائر الفرق الضالة .ويُنظر على سبيل المثال ترجمة " الباقلاني " في سير أعلام النبلاء .

أما أهل السنة فيُثبِتون لله عزّ وَجَلّ ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تأويل ولا تمثيل ولا تعطيل . 

والشيخ الشعراوي رحمه الله كان اشعريا ، ومع ذلك يُمكن الإفادة من تفسيره فيما يتعلق بالتفسير دون ما يتعلق بالعقيدة ، فإذا كان كلامه في مسائل الاعتقاد فيجب الاحتياط ، وعدم الاعتماد على كلامه . 

وعقيدة الأشاعرة والصوفية هي العقيدة المعتبرة في " الأزهر " ، وذلك بِحُكم التوارث ! 

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 إسلام .