الأحد، 7 أبريل 2013

مصنف ضمن:

أهمية الدين فى حياة الإنسان







من كتاب ( الحرية الدينية و التعددية فى نظر الإسلام )


للشيخ العلامه الدكتور / يوسف القرضاوى


لقد أتفق معظم العقلاء من البشر على أن الدين روح الوجود الإنسانى و أن الإنسان من غير دين أشبه بالسارى فى الليل بلا مصباح و لا دليل يهديه .


فالدين – من الناحية العقلية – هو الذى يحل ألغاز الوجود و هو الذى يجيب عن أسئلة الإنسان الكبرى و الخالدة التى صاحبته و أقلقته منذ بدأ يفكر فى نفسه و فى العالم من حوله , من أين ؟ و إلى أين ؟ و لم ؟ أعنى : السؤال عن البدأ و عن المصير و عن الغاية ؟ .

و الدين – من الناحية النفسية – هو نداء الفطرة كما قال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون ) ( سورة الروم الآية 30 ) . هذه الفطرة التى جبلت على الايمان بإله عظيم تتجه إليه القلوب و الخوف , و الخضوع و الحب . . . . هذا هو الإيمان الذى يشبع جوع الفطرة ، و يروى ظمأها ، و يملأ فراغها 
و لهذا كان الملحدون – المنكرون لوجود الله – قلة لا وزن لهم على مدار التاريخ ، و إنما كان الشرك هو الأفة التى أصابت البشرية من قديم ، و لهذا بعث الله رسله للدعوة إلى التوحيد و محاربة الشرك ، لا لمحاربة الإلحاد .
و كان كثير من إلحاد الملحدين : إلحاد بطن و فرج ، لا إلحاد عقل و فكر أى أنهم تحللوا و أتبعوا الشهوات فأرادو أن يبرروا انحلالهم ؛ فأنكروا وجود الإله الذى يلزمهم باجتناب المحرمات و عمل الصالحات و يحاسبهم على ما فعلوا و يجزيهم ثوابا أو عقابا . 
الإيمان الدينى فطرة عامه فى البشر ، و الإلحاد هو الشذوذ الذى يثبت القاعده ، حتى قال أحد ملاحدة العرب المعروفين فى عصرنا ( و هو عبد الله القصيمى فى كتابه " أيها العقل من رآك " ) : لا تصدقونى إذا كتبت أو قلت : إنى ملحد ، فالحقائق الكبيرة لا تبطلها الألفاظ ، إن إيمانى يساوى وجودى ، أنا مؤمن ، إذن أنا موجود .
و ذكر الأديب المعروف الأستاذ أحمد أمين فى بعض ما كتبه : أن أحد المصريين سافر إلى أروبا ثم عاد إلى قريته ، فقال للناس : أنا ملحد ! فقالوا له : لا نصدق أنك ملحد . فقال : أقسم بالله العظيم : إنى ملحد !!

و الدين – من الناحية الأخلاقية - ضرورى للإنسان ، فهو الذى يمنحه الحوافز التى تدفعه الى الخير ، و إن لم يكن من ورائه نفع مادى أو شخصى عاجل له ، فهو يفعل الخير لإرضاء ربه ، و تحصيل مثوبته ، و دخول جنته . 
كما أن الدين يمنحه الروادع التى تردع الإنسان عن أقتراف الشر و الرذيلة ، و ارتكاب الجريمة بأنواعها ، خشية حساب الله تعالى ، و عقابه فى الدنيا و الآخرة ، و رجاء فى ثوابه فى الدارين أيضا .

و الدين – من الناحية الاجتماعية – يقيم أوثق الروابط بين الإنسان و أخيه الإنسان ، بحيث يتجاوز الدم و اللون و اللغة و الإقليم و الطبقة ، و يجعل الناس إخوة بعضهم لبعض ، و يجعل لأخيه ما يحب لنفسه ، بل يؤثر أخاه نفسه

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 إسلام .